كتب إليه ابن صقلاب مع نثر أما والهوى العذري وهو يمين عليه من الطرف الكحيل أمين * لقد خضت مقداما شاكل فيلق * ولما ترعني الحرب وهي زبون * * وقد حاد عن لقيا كتابك خاطري * كما حاد منخوب الفؤاد طيعن * * أفي كل صدر منك صدر كتيبة * وفي كل حرف غارة وكمين) * (عجبت للفظ منك ذاب نحافة * ومعناه ضخم ما أردت سمين * * وأعجب من هذين أن بيانه * حياة لأرباب الهوى ومنون * * زحمت به في غنجها مقل الدمى * وعلمت سحر النفث كيف يكون * فأجاب ابن عبد ربه * أيا راكبا إن الطريق يمين * وحيث ترى حيا ففيه كمين * * وإني وإن أفلت منهم فإنما * نجوت وقلبي باللحاظ طعين * * عيون حياة النفس بين لحاظها * وإن كان في تلك اللحاظ منون * * وأعلق منها بالنفوس وقد جرى * حديثك يوما والحديث شجون * * سطور كهاتيك اللحاظ بعينها * تقول لنفس السحر كن فيكون * * وما كنت أدري قبل فن نهجته * بأن بلاغات الرجال فنون * الجهشياري محمد بن عبدوس بن عبد الله الجهشياري بالجيم والشين المعجمة بعد الهاء مصنف كتاب الوزراء كان فاضلا مداخلا للدول مات في بغداد سنة إحدى وثلثين وثلث ماية مستترا واستتر أولاده وحاشيته وكان حاجبا بين يدي الوزير أبي الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجراح وقال محمد بن إسحب ابتدأ الجهشياري بتأليف كتاب اختار فيه ألف سمر من أسمار العرب والعجم والروم وغيرهم كل خبر قديم بذاته لا تعلق له بغيره وأحضر المسامرين وأخذ عنهم أحسن ما يعرفون واختار من الكتب المصنفة في الأسمار والخرافات ما يحلو بنفسه من تتمة ألف سمر وقال ورأيت من ذلك عدة أجزاء بخط أبي الطيب أخي الشافعي وصنف كتاب الوزارء وكتاب ميزان الشعر والاشتمال على أنواع العروض وأما نسبته إلى جهشيار فإن أباه كان يخدم أبا الحسن علي بن جهشيار القايد حاجب الموفق وكان هصيصا به فنسب إليه
(١٦٧)