الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ١٢٩
ولم يغير هيئة القميص والشربوش على قاعدة العجم ثم ناب أبو الوليد ابن أمسينا في الوزارة وعزل في سنة ست وست مائة فردت النيابة) وأمور الديوان إلى القمي ونقل إلى دار الوزارة ولما ولي الظاهر الخلافة أقره على حاله وكذلك المستنصر قربه ورفع قدره وحكمه في البلاد والعباد ولم يزل في سعده إلى أن عزل وسجن هو وابنه بدار الخلافة فمات الابن أولا وأبوه بعده في سنة ثلاثين وست مائة وكان كاتبا بليغا فاضلا كامل المعرفة بالإنشاء يكتب بالعربي والعجمي كيف أراد ويحل المترجم المغلق وكان حسن الأخلاق مليح الوجه تخافه الملوك وترهبه الجبابرة وله يد باسطة في النحو واللغة ومشاركة في العلوم 3 (أبو الخطاب الطبيب محمد بن محمد ابن أبي طالب)) أبو الخطاب قال ابن أبي أصيبعة مقامه ببغداد قرأ صناعة الطب علي أبي الحسن سعيد بن هبة الله وكان متميزا في الطب وعمله ورأيت خطه على كتاب من تصانيفه قد قريء عليه وهو كثير اللحن يدل على أنه لم يستعمل شيئا من العربية وكان تاريخه لذلك في تاسع شهر رمضان سنة خمس مائة وله كتاب الشامل في الطب جعله على طريق المسألة والجواب في العلم والعمل وهو يشتمل على ثلاث وستين مقالة 3 (ذو المناقب محمد بن محمد بن القسم)) ابن أحمد بن خذيو الأخسيكتي أبو الوفاء المعروف بذي المناقب أخو الأكبر ذي الفضائل وسيأتي ذكر أخيه أحمد قال السلفي كان أديبا فاضلا عالما وقورا بهيا صالحا صائنا عارفا بالأدب حسن الشعر أكثر شعره في الحكمة وكان يعرف التواريخ وأحوال الرجال وصنف فيها شيئا ومات سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة ومن شعره الكامل * مالي وللظل المحيل بمنعج * ولذكر ملتفت الغزال الأدعج * * بيني وبين اللهو منذ عرفته * حرج العفيف وعفة المتحرج * * غيري يشق على الغيور جواره * ويحول حول البين كالمتولج * * جرت القضية بالسوية بيننا * لا صدره حرج ولا قلبي شج * 3 (ابن السكون الكاتب الحلي محمد بن محمد بن ثابت)) ابن السكون الكاتب الحلي أورد له صاحب أنموذج الأعيان قصيدة أنشدها له أولها الطويل * نعم هذه أطلال مي دوارس * فدمعي لها جار وطرفي ناكس *
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»