منها وزبادي وأقداح بلور وبعث إليه حقا من ذهب فيه سبحة كانت لنصر الدولة مائة وأربعون حبة لؤلؤ وزن كل حبة مثقال وفي وسطها الحبل الياقوت وقطع بلخش بما قيمته ثلاثمائة ألف دينار واستولى على أموال ديار بكر جميعها ومن عجيب الاتفاق أن منجما حضر إلى ناصر الدولة بن مروان وحكم له بأشياء وقال له يخرج على دولتك رجل أحسنت إليه فيأخذ الملك من أولادك فرفع رأسه إلى فخر الدولة وقال إن كان هذا صحيحا فهو هذا الشيخ ثم أقبل عليه وأوصاه بأولاده فكان الأمر كما قال وكان رئيسا جليلا خرج من بيته جماعة من الرؤساء ومدحهم أعيان الشعراء منهم أبو منصور المعروف بصردر كتب إليه من واسط لما تقلد الوزارة قصيدته المشهورة أولها الطويل * لجاجة قلب ما يفيق غرورها * وحاجة نفس ليس يقضي يسيرها * * وقفنا صفوفا في الديار كأنها * صحائف ملقاة ونحن سطورها * منها * ووالله ما أدري غداة نظرننا * أتلك سهام أم كؤوس تديرها * * فإن كن من نبل فأين حفيفها * وإن كن من خمر فأين سرورها * منها الطويل * أراك الحمى قل لي بأي وسيلة * توسلت حتى قبلتك ثغورها * منها في مديحه الطويل * أعدت إلى جسم الوزارة روحه * وما كان يرجى بعثها ونشورها * * أقامت زمانا عند غيرك طامثا * وهذا الزمان قرؤها وطهورها * قلت القرء من الاضداد يصدق على الحيضة والطهر ولهذا وقع الخلاف فيه بين الأئمة وهو هنا محمول على الطهر ولا يجوز حمله على الحيض لفساد المعنى وجاز العطف لتغاير اللفظين رجع الطويل * إذا ملك الحسناء من ليس أهلها * أشار عليه بالطلاق مشيرها * ولما عزله الخليفة من الوزارة وأعاده إليها نظم فيه ابن صردر القصيدة المشهورة وأولها الرجز
(١١٢)