تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥٢ - الصفحة ١٠١
[سفر ابن تيمية إلى القاهرة] واستهل جمادى الأولى والناس في حالة الله بها عليم، فخرج يومئذ شيخنا ابن تيمية إلى المرج، واجتمع بنائب السلطنة وسكنه وثبته، وأقام عنده يومين، ثم ساق على البريد إلى السلطان فلم يدركه، وفات الأمر، فساق إلى القاهرة ودخلها يوم دخول الجيش.
[سفر أهل دمشق وجفلهم] ويوم سابع جمادى الأولى قدم بكتمر السلحدار في ألف فارس، وتيقن الناس رجعة المصريين إلى بلادهم. واستمروا في الكري والسفر والجفل من البلد أمم عظيمة.
ويوم التاسع من الشهر أصبح الناس في خوف مفرط، وذلك أن والي البلد ابن النحاس جفل الناس بنفسه، وصار يمر على التجار في الأسواق ويقول: أيش قعودكم؟ ومن قدر على السفر فليبادر.
ثم نودي في البلد بذلك الظهر فصاح النساء والأولاد، وغلقت الأسواق، وبقي الناس في كآبة وخمدة، وقالوا: عسكر المسلمين قد فرط فيه الأمر، المصريون قد رجعوا، وعسكر الشام لا يقوم بملتقى قازان لو بيتوا، كيف وهم عازمون على الهرب؟ والنائب الأفرم من عزمه الملتقى لو ثبت معه الجيش، أما إذا خذلوه واندفعوا بين يدي العدو فما حيلته.
وتحدث الناس أن قازان يركب من حلب إلينا في عاشر جمادى الأولى.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»