تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥٠ - الصفحة ٢٨٧
المظاهر الكمالية * ويبدو بأوصاف الكمال فلا أرى * برؤيته شيئا قبيحا ولا ردي * * فكل مسيء بي إلي كمحسن * وكل مضل لي لدي كمرشد * * ولا فرق عندي بين أنس ووحشة * ونور وإظلام ومدن ومبعد * * وسيان إفطاري وصومي وفترتي * وجهدي ونومي وادعا وتهجدي * * أرى تارة في حانة الخمر خالعا * عذاري وطورا في حنية معبد * وهي مائة بيت اخترت منها هذا.
وله أيضا:
* جهد المحبة لوعة وغرام * وصبابة وكآبة وسقام * * ومدامع مسفوحة وأضالع * مقروحة وتوله وغرام * * وتذكر إن لاح برق بالغضا * أو ناح في عذب الغصون حمام * * وبكا على الأطلال غيرها البلى * ورمت نضارة رسمها الأعوام * * ورضى بأحكام الحبيب وإن جنا * ونأى وعز من الخيال مرام * * أوصاف باق لم يبن عن رسمه * وبقاء أبناء الغرام حرام * * والعاشقون على اختلاف شؤونهم * عما يحققه الفناء نيام * * كل يشير إلى سواه ولا سوى * إلا إذا ما ضلت الأفهام * وهي طويلة من أبدع قصائده، لولا ما عكر بقوله فيها:
* قوم بهم قام الوجود لأنهم * قعدوا بعرفان الإله وقاموا * * ظهروا وقد خفيت صفات نفوسهم * فهم لإعلام الورى أعلام * * وردوا معين الجمع فاجتمعت لهم * صور العوالم فالشتات نظام * * وحقائق الأشياء في ميزانهم * شيء فما بين الأنام خصام *
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»