تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٩ - الصفحة ٢٠٦
كان كثير الأموال وأكثرها من الغنائم. وله بر ومعروف وصدقات وافرة جدا. وأما جهاده فقل من يصل إلى رتبته فيه. لم يكن فيه عضو إلا وفيه طعنة برمح فيما أقبل من جسده. ولم يولد له قط. وقد أوصى بثلث ماله للمساكين، وأعتق عبيده أجمعين. وأعطاهم لكل واحد خمسين دينارا.
وقد بلغ تسعين سنة، رحمه الله.
مات في محرم سنة خمس. قرأت هذا بخط أبي الوليد بن الحاج يقول فيه:
توفي سيدنا ورابنا الشيخ القائد المجاهد في سبيل الله الذي أبلى بلاء حسنا مدى عمره في ذات الله أبو عبد الله، الشهير بأبي الشوائل.
قلت: كان رئيس غرناطة وعميدها.
182 - محمود بن أبي القاسم إسفنديار بن بدران بن أيان.
الزاهد، العالم، أبو محمد الدشتي، الإربلي.
سمع الكثير من: جعفر الهمداني، وأبي الحسن بن المقير، وأبي القاسم ابن رواحة، والضياء المقدسي، وابن خليل، وابن يعيش، وطبقتهم.
وعني بالحديث، ونسخ الأجزاء، وخطه رديء، معروف.
وكان قانعا متعففا، صبورا على الفقر. يلبس قبع دلك وفروة حمراء وثوب خام. وكان أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر، داعية إلى السنة مجانبا للبدعة، يبالغ في الرد على نفاة الصفات الخبرية. وينال منهم سبا وتبديعا، وهم يرمونه بالتجسيم. وكان بريئا من ذلك رحمه الله، لكنه ناقص الفضيلة قاصر
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»