تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٨ - الصفحة ٨٣
ألف من التركمان والعرب، فتوقف عن لقائهم، ثم نزل إليهم في رابع عشر جمادى الآخرة، فكسروه وقتل جماعة من وجوه أصحابه، وانهزم جريحا، وأسر طائفة من أصحابه بعد أن أبلوا بلاء حسنا. ووصل البرلي إلى البيرة، ففارقه أكثر من معه، وقصدوا الديار المصرية.
[تأمير البرلي بمصر] وجاءت رسل هولاكو إلى البرلي يطلبه إليه، فلم يجبه إلى ذلك، وكاتب الملك الظاهر فأمنه، فسار إلى مصر، فأعطاه السلطان إمرية سبعين فارسا، وخلع عليه.
[أخذ التتار الموصل وقتل الصالح] وأما التتار فأخذوا الأسارى فأدخلوهم من النقوب إلى الموصل ليعرفوهم بكسرة البرلي. واستمر الحصار إلى شعبان من سنة ستين، ثم طلبوا ولد الملك الصالح، فأخرجه إليهم، ثم خلوه أياما، وكاتبوه بأن يسلم الموصل وهددوه، فجمع الأكابر وشاورهم، فأشاروا عليه بالخروج فقال: تقتلون لا محالة.
فصمموا على الخروج، فخرج إليهم يوم نصف شعبان وقد ودع الناس، ولبس البياض، فلما وصل إليهم رسموا عليه.
وكان الحصار قد طال جدا، وعلى سور البلد ثلاثون منجنيقا ترمي العدو وعلى المغول سنداغو، وقد خندقوا على نفوسهم، وبالغوا في الحصار، حتى كل الفريقان. ثم سلمت الموصل، ونودي في الموصل بالأمان فاطمأن الناس، فشرع التتار في خراب السور. فلما طمنوا الناس دخلوا البلد وبذلوا
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»