تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٦ - الصفحة ٣٧٧
* وبيت لأوثان وكعبة طائف * وألواح توراة ومصحف قرآن * * أدين بدين الحب أين توجهت * ركائبه فالحب ديني وإيماني * وله من قصيدة:
* عقد الخلائق في الإله عقائدا * وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه * هذا الرجل كان قد تصوف، وانعزل، وجاع، وسهر، وفتح عليه بأشياء امتزجت بعالم الخيال، والخطرات، والفكرة، فاستحكم به ذلك حتى شاهد بقوة الخيال أشياء ظنها موجودة في الخارج.
وسمع من طيش دماغه خطابا اعتقده من الله ولا وجود لذلك أبدا في الخارج، حتى إنه قال: لم يكن الحق أوقفني على ما سطره لي في توقيع ولايتي أمور العالم، حتى أعلمني بأني خاتم الولاية المحمدية بمدينة فاس سنة خمس وتسعين. فلما كانت ليلة الخميس في سنة ثلاثين وستمائة أوقفني الحق على التوقيع في ورقة بيضاء، فرسمته بنصه: هذا توقيع إلهي كريم من الرؤوف الرحيم إلى فلان، وقد أجزل له رفده وما خبينا قصده، فلينهض إلى ما فوض إليه، ولا تشغله الولاية عن المثول بين أيدينا شهرا بشهر إلى انقضاء العمر.
ومن كلامه في كتاب فصوص الحكم قال: أعلم أن التنزه عند أهل الحقائق في الجناب الإلهي) عين التحديد والتقييد، فالمنزه، إما جاهل وإما صاحب سوء أدب، ولكن إذا أطلقاه، وقالا به، فالقائل الشرائع المؤمن إذا نزه ووقف عند التنزيه، ولم ير غير ذلك، فقد أساء الأدب، وأكذب الحق والرسل وهو لا يشعر، وهو كمن آمن ببعض وكفر ببعض، ولا سيما وقد علم أن ألسنة الشرائع الإلهية إذا
(٣٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»