تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٦ - الصفحة ٣٦١
الرحمن بن علي الخرقي، وإسماعيل الجنزوي، وغيرهم.
واشتغل أولا على الشمس أحمد بن عبد الواحد المقدسي البخاري. ثم سافر إلى بغداد مع الضياء وله سبع عشرة سنة، فسمع من ابن الجوزي، وغيره. وسافر إلى همذان إلى الركن الطاوسي الأصولي فلازمه مدة حتى صار معيده، وسمع بها من أبي العز عبد الباقي بن عثمان الهمذاني، وغيره. ثم سافر هو وأخوه إبراهيم إلى بخارى واشتغلا بها مدة. وبرع هو في علم الخلاف وصار له صيت بتلك الديار ومنزلة رفيعة. وتفقه في المذهب الشافعي وأتقنه.
ومن جملة محفوظاته: كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي.
قال زكي الدين المنذري: تقدم في الخلاف، وناظر. وكان له اعتناء بحفظ الجمع بين الصحيحين.
وقال الضياء: من وقت قدومه إلى دمشق لم يزل يشغل الناس، ويذكر الدروس في التفسير، والحديث، والخلاف، وغير ذلك. وحفظ الصحيحين. وكان لا يكاد يقعد بلا اشتغال. وهو ممن يقوم الليل، ويداوم على صلاة الضحى صلاة حسنة طويلة. قال: وسمعت أنه يقرأ كل ليلة ثلث القرآن. وسمعت عمر بن صومع يذكر أنه رأى الحق في النوم، فسأله عن النجم، فقال: هو من المقربين. فذكرت التعصب عليه لما أثبت رؤية الهلال فقال: ما يضره وهذا ما يقضي إلا بالحق أو ما معناه.
وقال العز ابن الحاجب: كان إماما ورعا، معظما لفضله وبيته، عديم النظير في فنه، بالغ في طلب العلم. وكان وافر الحظ من الخلاف. وكان سليم الباطن، ذا سمت، ووقار، وتعبد. كثرت التشانيع على وكلاء مجلسه وما يعلمونه في المحاضر، وأشرفت بعض الحقوق على الضياع من فتح أبواب الرشا، فصرف عن القضاء، وربما اطلع على بعض ذلك وسامح.
قلت: غاب عن دمشق ثلاث عشرة سنة. وأخذ عن نجم الدين الكبرى
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»