تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٥ - الصفحة ٣١٨
وتخرج به جماعة كبيرة من الأطباء. وصنف في الصنعة كتبا، منها: كتاب الجنينة واختصار الحاوي لابن زكريا الرازي، ومقالة في الاستفراغ وغير ذلك.
وقد أطنب ابن أبي أصيبعة في وصفه، وقال: كان أوحد عصره، وفريد دهره، وعلامة زمانه، وإليه رئاسة صناعة الطب على ما ينبغي أتعب نفسه في الاشتغال حتى فاق أهل زمانه، وحظي عند الملوك ونال المال والجاه. وكان أبوه كحالا مشهورا، وكذلك أخوه حامد بن علي.
وكان هو في أول أمره يكحل. وقد نسخ كتبا كثيرة بخطه المنسوب أكثر من مائة مجلد في الطب وغيره. وأخذ العربية عن الكندي، وقرأ على الرضي الرحبي، ثم لازم الموفق ابن المطران مدة حتى مهر، ثم أخذ عن الفخر المارديني لما قدم دمشق في أيام صلاح الدين. ثم خدم الملك العادل، ولازم خدمة صفي الدين ابن شكر بعد الحكيم الموفق عبد العزيز، ونزل على جامكية مائة دينار في الشهر من الذهب الصوري. ثم حظي عند العادل بحيث إنه حصل له منه في مرضة صعبة سنة عشر وستمائة سبعة آلاف دينار مصرية. ومرض الملك الكامل بمصر، فعالجه الدخوار، فحصل له من جهته أموال.
قال ابن أصيبعة: فكان ملبغ ما وصل إليه من الذهب نوبة الكامل نحو اثني عشر ألف دينار، وأربع عشرة بغلة بأطواق ذهب والخلع والأطلس وغيرها وذلك في سنة اثنتي عشرة وستمائة.
قال: وولاه السلطان الكبير في ذلك الوقت رئاسة الأطباء مصر والشام. وكان خبيرا بكل ما يقرأ عليه. وقرأت عليه مدة، وكان في كبره يلازم
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»