تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٤ - الصفحة ٤٧٢
قدرت تنام قال: والله ما نمت حتى جاء إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام وتدرك القفل وقال: عزمت مرة على دخول نصيبين، فقال لي الشيخ: اشتري معك لأم مساعد كفنا وكانت في عافية وهي أم ولده فقلت: ما لها قال: ما يضر. فذكر أنه لما عاد وجدها قد ماتت قال: وأنشدني له:
* أنا حميت الحمى وأنا سكنتو فيه * وأنا رميت الخلايق في بحار التيه * * من كان يبغي العطا مني أنا أعطيه * أنا فتى ما أداني من به تشبيه * قلت: وسمعت ابن تيمية ينشد ليونس:
* موسى على الطور لما خر لي ناجى * واليثربي أنا جبتوه حتى جا * فقلت: هذا يحتمل أن يكون أنشده على لسان الربوبية، ويحتمل أن يكون وضع على الشيخ يونس، فإن هذا البيت ظاهره شطح واتحاد.
وفي الجملة لم يكن الشيخ يونس من أولي العلم، بل من أولي الحال والكشف، وكان عريا من الفضيلة، وله أبيات منكرة، كقوله:
* موسى على الطور لما خر لي ناجى * واليثربي أنا جبتوه حتى جا * وكان شيخنا ابن تيمية يتوقف في أمره أولا، ثم أطلق لسانه فيه وفي غيره من الكبار. والشأن في ثبوت ما ينقل عن الرجل، والله المطلع.
وأما اليونسية: فهم شر الطوائف الفقراء، ولهم أعمال تدل على الاستهتار والانحلال قالا وفعالا، أستحي من الله ومن الناس من التفوه بها، فنسأل الله المغفرة والتوفيق.
(٤٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 ... » »»