تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤١ - الصفحة ٣٧٧
السلطان، آخر الملوك السلجوقية سوى صاحب الروم.
وطغريل هذا هو الذي خرج على الخليفة الناصر لدين الله، وخافه أهل بغداد، فسار وزير الخليفة ابن يونس في جيش بغداد فالتقاه بأرض همذان، فانهزم جيش الخليفة، وأسر الوزير، كما ذكرنا في الحوادث.
ثم إن خوارزم شاه كاتب الخليفة وطلب منه أن يسلطنه ويقلده، ففعل. وسار خارزم شاه بعساكره، وقصد طغريل، فكان المصاف بينهما على الري، فقتل طغريل، وقطع رأسه، وبعث به إلى بغداد، فدخلوا به على رمح، وكوساته مشققة، وسنجقه منكس.
وكان من أحسن الناس صورة، فيه إقدام وشجاعة زائدة.
وكان عدد الملوك السلجوقية نيفا مضرين ملكا، أولهم طغرلبك الذي أعاد القائم إلى بغداد، وقطع دعوة بني عبيد بعد أن خطب لهم مدة أشهر، وآخرهم هذا. ومدة دولتهم مائة وستون سنة.
ويقال طغرل بحذف الياء، والله أعلم.
ومن أخباره أنه أقيم في السلطنة بعد موت والده، وكان أتابكه البهلوان هو الكل، فمات، وكبر طغريل، فالتفت عليه الأمراء، وكلب السلطنة من الخليفة، وأن يأتي إلى بغداد كآبائه، ويأمر وينهي. ثم آل أمره إلى أن ظفر به قزل أخو البلهوان وسجنه ثم خلص، وعاث في البلاد، وتملك همذان، وغيرها.
وكان خوارزم شاه قد سار إلى الري، واستولى عليها ورجع إلى بلاده، فقصدها طغريل في أول هذه السنة وأغار عليها، فجمع خوارزم شاه جيوشه، وسار إليه وانضم إليه قتلغ إينانج ولد البلهوان ابن الدكز، فلما سمع طغريل بقدومهما كانت له عساكر متفرقة، فلم يقف لجمعها، فقيل له: هذا ما هو مصلحة، والأولى أن يجمع العساكر. فما التفت لفرط شجاعته، والتقاهم
(٣٧٧)
مفاتيح البحث: مدينة بغداد (5)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 ... » »»