تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤١ - الصفحة ٣٦٩
وتفقه على محمد بن يحيى الفقيه حتى برع في المذهب.
وسمع الكثير من: أبيه، ومن: أبي الحسن بن علي الشافعي القزويني، وأبي عبد الله محمد بن الفضل الراوي، وزاهر الشحامي، وعبد المنعم بن القشيري، وعبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، وعبد الجبار الخواري، وهبة الله بن سهل السيدي، وأبي نصر محمد بن عبد الله الأرغياني، ووجيه بن طاهر.
وسمع بالطابران من: محمد بن المنتصر المتوثي: وببغداد من: أبي الفتح بن البطي. ودرس ببلده مدة، ثم درس ببغداد في سنة بضع وخمسين ووعظ، وخلع عليه، وعاد إلى بلده، ثم قدمها قبل السبعين وخمسمائة. ودرس بالنظامية.
قال ابن النجار: كان رئيس أصحاب الشافعي، وكان إماما في المذهب، والخلاف، والأصول، والتفسير، والوعظ.
حدث بالكتب الكبار ك صحيح مسلم، مسند إسحاق، وتاريخ نيسابور للحاكم، و السنن الكبير للبيهقي و دلائل النبوة و البعث والنشور له أيضا. وأملى عدة مجالس، ووعظ، ونفق كلامه على الناس، وأقبلوا عليه لحسن سمته، وحلاوة منطقه، وكثرة محفوظاته.) ثم قدم ثانيا، وعقد مجلس الوعظ، وصارت وجوه الدولة ملتفتة إليه، وكثر التعصب له من الأمراء والخواص، وأحبه العوام. وكان يجلس بالنظامية، وبجامع القصر، ويحضر مجلسه أمم. ثم ولي تدريس النظامية سنة تسع وستين، وبقي مدرسها إلى سنة ثمانين وخمسمائة، ثم عاد إلى بلده.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»