تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤١ - الصفحة ٣٢٩
الألموت على عهد إلكيا محمد، نزل إلى مقثأة في شهر رمضان، فأكل منها، فأكلوا معه، واستمر أمرهم على ذلك.) وأول قدوم سنان كان إلى حلب، فذكر سعد الدين عبد الكريم، رسول الإسماعيلية، قال: حكى سنان صاحب الدعوة قال: لما وردت الشام اجتزت بحلب، فصليت العصر بمشهد علي بظاهر باب الجنان، وثم شيخ مسن، فسألته: من أين يكون الشيخ قال: من صبيان حلب.
وقال الصاحب كمال الدين في تاريخ حلب: أخبرني شيخ أدرك سنانا أن سنانا كان من أهل البصرة، وكان يعلم الصبيان، وأنه مر وهو طالع إلى الحصون على حمار حين ولاه إياها صاحب الألموت، فمر بإقميناس، فأراد أهلها أخذ حماره، فبعد جهد تركوه، وبلغ من أمره ما بلغ. وكان يظهر لهم التنسك حتى انقادوا له، فأحضرهم يوما وأوصاهم، وقال: عليكم بالصفاء بعضكم لبعض، ولا يمنن أحدكم أخاه شيئا هو له. فنزلوا إلى جبل السماق وقالوا: قد أمرنا بالصفاء، وأن لا يمنع أحدنا صاحبه شيئا هو له. فأخذ هذا زوجة هذا، وهذا بنت هذا سفاحا، وسموا أنفسهم الصفاة. فاستدعاهم سنان إلى الحصون، وقتل منهم مقتلة عظيمة.
قال الصاحب كمال الدين: وتمكن في الحصون، وانقادوا له ما لم ينقادوا لغيره، وتمكن.
وأخبرني علي بن الهواري أن الملك صلاح الدين سير إليه رسولا، وفي رسالته تهديد، فقال للرسول: سأريك الرجال الذين ألقاه بهم. وأشار إلى جماعة من أصحابه بأن يلقوا أنفسهم من أعلى الحصن، فألقوا أنفسهم وهلكوا.
قال: وبلغني أنه أحل لهم وطء أمهاتهم، وأخواتهم، وبناتهم، وأسقط
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»