تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤١ - الصفحة ٢٥١
قاضي القضاة أبو حامد ابن قاضي كمال الدين أبي الفضل بن الشهرزوري الموصلي، الفقيه الشافعي، الملقب بمحيي الدين.
كان أبوه من أميز القضاة وأحشمهم. وقد مر في سنة اثنين وسبعين.
وتفقه هذا ببغداد على أبي منصور سعيد بن الرزاز، ثم قدم الشام، وولي قضاء حلب بعد أن ناب في الحكم بدمشق عن أبيه، ثم بعد حلب أنتقل إلى الموصل وولي قضاءها، ودرس بمدرسة أبيه، وبالمدرسة النظامية بها. وتمكن من الملك عز الدين مسعود بن زنكي، واستولى على أموره. وكان جوادا سريا.
قال ابن خلكان رحمه الله: قيل إنه أنعم في بعض رسائله إلى بغداد بعشرة آلاف دينار أميرية على الفقهاء والأدباء والشعراء. ويقال إنه في مدة حكمة بالموصل لم يعتقل غريما على دينارين فما دونها بل كان يوفيها عنه.
ولما ولي قضاء حلب كان بعد عزل أبن أبي جرادة، فتمكن أيضا من صاحبها الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين غاية التمكن، وفوض إليه تدبير مملكة حلب. ثم فارق حلب في سنة ثلاث وسبعين.
وتوجه رسولا إلى الخليفة غير مرة.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»