تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٨ - الصفحة ٢٧٣
ودفعتها إلى الرسول، وكان صبيا فخرج في الحال، فاجتاز بباب العامة والرقعة بيده، والخط) رطب، فأخذ ترابا ينشفه، فصادف ابن الحلواني صاحب الخبر فقال: يا صبي ما هذه الرقعة قال: كتبها ابن السقطي إلى سديد الدولة ابن الأنباري.
فكتب نسختها وعرضها على الإمام المستظهر بالله، فلما كان من الغد إذا رقعة ظهير الدين صاحب المخزن جاءتني إلى داري، يذكر فيها: إن رأى التجشم إلى داره التي أنا ساكنها لألقي إليه ما رسم فقل إن شاء الله. فركبت إليه في الحال، فحين دخلت قام متمثلا وقال للجماعة: الخلوة. فانصرفوا، فقال: أمير المؤمنين يهدي إليك السلام ويقول: قد رغبنا في كاتب مفلس. فقلت في الحال: التصريح بطلب الرتب ما لا يقتضيه الأدب. فقلدت ولي يومئذ خمس وثلاثون سنة. وأنبأني أحمد، عن ابن طارق: حدثني سديد الدولة أن الحريري صاحب المقامات كتب إليه رقعة، فكتب إليه في كتاب بديها:
* أهلا بمن أهدى إلي صحيفة * صافحتها بالروح لا بالراح * * وتبلجت فتأرجحت نفحاتها * كالمسك شيب فسيحة بالراح * فكتب إلي جواب هذه: لقد صدقت رواة الأخبار أن معدن الكتابة الأنبار. وقد ذكر وفاته ابن الأثير في الكامل في سنة خمس وثلاثين، والنسخة سقيمة فلعله بدل توفي: عزل أو نحوه.
(٢٧٣)
مفاتيح البحث: إبن الأثير (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»