تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٧٨
الحافظ أبو علي الغساني الجياني. ولم يكن من جيان، إنما نزلها أبوه في الفتية، وأصلهم من الزهراء. رئيس المحدثين بقرطبة، بل الأندلس. قال ابن بشكوال: روى عن: حكم بن محمد الجذامي، وأبي عمر بن عبد البر، وأبي شاكر القبري عبد الواحد، وأبي عبد الله بن عتاب، وحاتم بن محمد، وأبي عمر الحذاء، وسراج بن عبد الله القاضي، وأبي الوليد الباجي، وأبي العباس العذري، وجماعة كثيرين سمع منهم وكتب عنهم. وكان من جهابذة المحدثين زكبار العلماء المسندين، وعني بالحديث وضبطه، وكان بصيرا باللغة، وألإعراب، والغريب، والشعر، والأنساب، جمع من ذلك كله مالم يجمعه أحد في وقته. ورجل الناس غليه، وعولوا في الرواية عليه. وجلس لذلك بجامع قرطبة. وسمع من الأعلام، وأنبأ عنه غير واحد، وصفوه بالجلالة، والحفظ، والنباهة، والتواضع، والصيانة. قال السهيلي في الروض: حدثني أبو بكر بن طاهر، عن أبي علي الغساني، أن أبا عمر بن عبد البر قال له: أمانة الله في عنقك، متى عبرت على اسم من أسماء الصحابة لم أذكره، إلا ألحقته في كتأبي الذي في الصحابة. وقال ابن بشكوال: قال شيخنا أبو الحسن بن مغيث: كان من أكمل من رأيت علما بالحديث، ومعرفة بطرقه وحفظا لرجاله. عانى كتب اللغة، وأكثر من رواية الأشعار، وجمع من سعة الرواية مالم يجمعه أحد. أدركناه، وصحح من الكتب مالم يصححه غيره من الحفاظ. كتبه حجة بالغة.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»