تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٦٨
عبد الله بن عابد، وحاتم بن محمد، وأبي علي الحداد الأندلسي، وابن عمرو المرشاني، ومعاوية بن محمد العقيلي، وأبي عمر القطان. قال: وكان فقيها عالما، حافظا للفقه، حاذقا بالفتوى، مقدما في الشوروى، مقدما في علل الشروط، مشاركا في أشياء، مع دين وخير وفضل، وطول صلاة، قوالا بالحق وإن أوذي فيه، لا تأخذه في الله لومة لائم، معظما عند الخاصة، والعامة يعرفون له حقه. ولي الصلاة بقرطبة، وكان مجودا لكتاب الله. أفتى الناس بالجامع، وأسمع الحديث، وعمر حتى سمع منه الكبار والصغار، وصارت الرحلة إليه. ألف كتابا حسنا في أحكام النبي صلى الله عليه وسلم قرأته على أبي رحمه الله عنه. وتوفي لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب، وشهده جمع عظيم. وقال القاضي عياض: كان صالحا قوالا بالحق، شديدا على أهل البدع، غير هيوب للأمراء، شوور عند موت ابن القطان، إلى أن دخل المرابطون فأسقطوه من الفتيا لتعصبه عليهم، فلم يستفت إلى أن مات. سمع منه عالم كثير، ورحل الناس إليه من كل قطر لسماع الموطأ ولسماع المدونة لعلوه في ذلك . وحدث عنه أبي علي بن سكرة، وقال في مشيخته التي خرجها له عياض: سمع يونس بن عبد الله بن مغيث، وحمل عنه الموطأ وسنن النسائي. وكان أسند من بقي، صحيحا، فاضلا، عنده بلة تام بأمر دنياه وغفله، ويؤثر عنه في ذلك طرائف. وكان شديدا على أهل البدع، مجانبا لمن يخوض في غير الحديث. وروى اليسع بن حزم عن أبيه قال: كنا مع ابن الطلاع في بستانه، فإذا بالمعتمد بن عباد يجتاز من قصره، فرأى ابن الطلاع، فنزل عن مركوبه، وسال دعاءه وتذمم وتضرع، ونذر وتبرع، فقال له: يا محمد انتبه من غفلتك وسنتك. قلت: وآخر من روى عنه على كثرتهم: محمد بن عبد الله بن خليل القيسي اللبلي نزيل مراكش، وبقي إلى سنة سبعين وخمسمائة.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»