تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ١٦٧
بركياروق وأخذ من خمسة و عشرين ألف دينار في رمضان. ثم أخرج في دار الخلافة، ميتا في سادس عشر شوال، وحمل إلى بيته، وغسل ودفن بتربة له، فقيل: إنه أهلك في حمام أغلق عليه. وقيل: بل أهلك بأمراض وأوجاع مع شدة الخوف والغرق. وكان قد اشتهر بالوفاء و العفة، وجودة الرأي، ووفور الهيبة، وكمال الرئاسة، لم يكن يعاب بأكثر من التكبر الزائد. فمن الذي كان يفرح بأن ينظر إليه نظرة أو يكلمه كلمة. قال مرة لولد الشيخ أبي نصر بن الصباغ: اشتغل و تأدب، وإلا كنت صباغا، بغير ابز فلما خرج من عنده هنأه من حضر بأن الوزير خاطبه بهذا، ولما تغير المستظهر عليه بسعي صاحب الديوان هبة الله بن المطلب، وناظر الخزانة الحسن بن عبد الواحد بن الحصين، وصاحب ديوان الإنشاء بن الموصلايا إلى المستظهر وكانوا قد خافوا منه وخرج المرسوم بحفظ باب العامة لأجله، فأمر زوجته بالخروج إلى الحلة، وهيأ لنفسه صدوقا يدخل فيه، وبكون من جملة صناديق زوجته، فلما قعد فيه أسرع الخروج منه وقال: لا يتحدث الناس عني بمثل هذا. وكان خواص الخليفة أيضا قد ملوه و سئموه، فأخذ وحبس. قال ابن) الحصين المذكور: وجدت عميد الدولة قد استحال في محبسه،
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 171 172 173 ... » »»