تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ١٢٩
وسألت شجاعا المدلجي و غيره من شيوخنا عن الخلعي، نسبة إلى أي شيء فما أخبرني أحد شيء.
وسألت السديد الربعي، و كان عارفاث بأخبار المصريين و كان معدلا، فقال: كان أبوه يزار، وكانت أمراء المصريين وأهل القصر يشترون الخلع من عنده. وكان يتصدق بثلث مكسبه.
وذكر ابن رفاعة أنه سمع من الحبال، وأنه أنى إلى الخلعي، فطرده مدة. وكان بينهما شيء أظن من جهة الإعتقاد. وكان أبو الحسن علي بن أحمد العابد: سمعت الشيخ ابن بخيساء قال: ندخل على القاضي أبي الحسن الخلعي في مجلسه، فنجده في الشتاء و الصيف وعليه قميص واحد، فسألته عن ذلك، وقلت، يا سيدنا، أنا لنكثر من الثياب قي هذه الأيام، وما يغني ذلك عنا من شدة البرد، ونراك على حالة واحدة في الشتاء و الصيف لا يرتد على قميص واحد، فبالله يا سيدي أخبرني. فتغير وجهه ودمعت عيناه، ثم قال: أتكتم علي ما أقول قلت: نعم.
فقال: غشيتني حماه يوما، فنمت في تلك الليلة، فهتف لي هاتف، فناداني باسمس، فقلت لبيك) داعي الله. فقال: لا. قل: لبيك ربي الله. ما تجد من الألم فقلت: إلهي وسيدي، قد اخذت مني الحمى ما قد علمت. فقال: قد أمرتها أن تقلع عنك. فقلت: إلهي و البرد أيضا. فقال: قد أمرت البرد ايضا أن يقلع عنك، فلا تجد ألم البرد و لا الحر. قال: فوالله ما أحس ما أنتم منه من الحر ولا من البرد. قال ابن الأكفاني: توفي بمصر في السادس و العشرين من ذي الحجة.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»