تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٣ - الصفحة ٢١١
بويع بالخلافة في ثالث عشر شعبان سنة سبع وستين، وهو ابن تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر.
وتوفي أبوه الذخيرة والمقتدي حمل، وأمه أمة اسمها أرجوان.
ظهرت في أيامه خيرات كثيرة، وآثار حسنة في البلدان.
وتوفي في ثامن عشر المحرم، وهو ابن تسع وثلاثين سنة فجأة.
وكان قد أحضر إليه تقليد السلطان بركياروق ليعلم عليه، فقرأه وعلم عليه، ثم تغذى وغسل) يديه، وعنده فتاته شمس النهار، فقال لها: ما هذه الأشخاص قد دخلوا بغير إذن قالت: فالتفت، فلم أر شيئا، ورأيته قد تغير حاله، واسترخت يداه وسقط. فظننت أنه غشي عليه.
ثم تقدمت إليه، فرأيت عليه دلائل الموت، فقلت لجارية عندي: ليس هذا وقت النعي، فأن صحت قتلتك. وأحضرت الوزير، فأخبرته، فأخذوا في البيعة لولده المستظهر بالله أحمد.
وعاشت أمه إلى خلافة ابن ابنها المسترشد بالله.
وكانت قواعد الخلافة في أيامه باهرة، وافرة الحرمة، بخلاف من تقدمه.
ومن محاسنه أنه أمر بنفي المغنيات والخواطي من بغداد، وأن لا يدخل أحد الحمام إلا بمئزر.
وضرب أبراج الحمام صيانة لحرم الناس.
وكان دينا خيرا، قوي النفس، عالي الهمة، من نجباء بني العباس.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»