تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٢ - الصفحة ٩٤
مسمار حديد، وساروا نحو الساحل. وسمع بهم الصليحي فسير خمسة آلاف حربة من الحبشة الذين في ركابه لقتالهم فاختلفوا في الطريق. ووصل السبعون إلى) طرف مخيم الصليحي، وقد اخذ منهم التعب والحفا، فظن الناس أنهم من جملة عبيد العسكر، فلم يشعر بهم إلا عبد الله أخو الصليحي، فدخل وقال: يا مولانا اركب، فهذا والله الأحول سعيد بن نجاح. وركب عبد الله، فقال الصليحي: إني لا أموت إلا بالدهيم وبئر أم معبد. معتقدا أنها أم معبد التي نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر. فقال له رجل من أصحابه: قاتل عن نفسك، فهذه والله الدهيم، وهذه بئر أم معبد. فلما سمع ذلك لحقه زمع اليأس من الحياة على بغتة وبال، ولم يبرح من مكانه حتى قطع رأسه بسيفه، وقتل أخوه وأقاربه، وذلك في ذي القعدة من السنة.
ثم أرسل ابن نجاح إلى الخمسة آلاف فقال: إن الصليحي قد قتل، وأنا رجل منكم، وقد اخذت بثأر أبي، فقدموا عليه وأطاعوه. فقاتل بهم عسكر الصليحي، فاستظهر عليهم قتلا وأسرا، ورفع رأس الصليحي على رمح، وقرأ القارئ: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء. ورجع فملك زبيد، وتهامة، إلى أن عملت على قتله الحرة، ودبرت عليه، وهي امرأة من أقارب الصليحي. فقتل سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»