تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٢ - الصفحة ٢١٠
وقد جال ابن عمار في الأندلس، ومدح الملوك والرؤساء، حتى السوقة حتى أنه مدح رجلا مرة، فأعطاه مخلاة شعير لحماره، وكان ذلك الرجل فقيرا. ثم آل بابن عمار الأمر إلى أن نفق على المعتمد، وولاه مدينة شلب، فملأ لصاحب الشعير مخلاة دراهم، وقال للرسول: لو ملأتها برا لملأناها تبرا.
ولما استولى على مرسية خلع المعتمد، ثم عمل عليه أهل مرسية فهرب ولجأ إلى بني هود بسرقسطة، فلم يقبلوه، ثم وقع إلى حصن شقورة فأحسن متوليه نزله، ثم بعد أيام قيده، ثم أحضر إلى قرطبة مقيدا على بغل بين عدلي تبن ليراه الناس.) وقد كان قبل هذا إذا دخل قرطبة اهتزت له، فسجنه المعتمد مدة، فقال في السجن قصائد لو توسل بها إلى الزمان لنزع عن جوره، أو إلى الفلك لكف عن دوره، فكانت رقى لم تنجع، وتمائم لم تنفع، منها:
* سجاياكإن عافيتأندى وأسجح * وعذركإن عاقبتأجلى وأوضح * * وإن كان بين الخطتين مزية * فأنت إلى الأدنى من الله تجنح * * حنانيك في أخذي برأيك، لا تطع * عداي، ولو أثنوا عليك وأفصحوا * * أقلني بما بيني وبينك من رضى * له نحو روح الله باب مفتح * * ولا تلتفت قول الوشاة ورأيهم * فكل إناء بالذي فيه يرشح *
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»