تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣١ - الصفحة ١٣١
كان ذا وجاهة وتقدم وحال واسعة. وعهدي به وقد أخنى عليه الزمان بصروفه وقد قصدته في جماعة مثرين لنسمع منه وهو مريض فدخلنا عليه وهو على بارية وعليه جبة قد أكلت النار أكثرها وليس عنده ما يساوي درهما فحمل على نفسه حتى قرأنا عليه بحسب شره أهل الحديث وقمنا وهو متحمل للمشقة في إكرامنا فلما خرجنا قلت: هل مع سادتنا ما نصرفه إلى الشيخ؟ فمالوا إلى ذلك فاجتمع له نحو خمسة مثاقيل فدعوت ابنته وأعطيتها ووقفت لأرى تسليمها إليه فلما دخلت وأعطته لطم حر وجهه ونادى:
وا فضيحتاه آخذ على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عوضا لا والله.
ونهض حافيا ينادي: بحرمة ما بيننا إلا رجعت فعدت إليه فبكى وقال:
تفضحني مع أصحاب الحديث! الموت أهون من ذلك. فأعدت الذهب إلى الجماعة فلم يقبلوه وتصدقوا به.
88 - محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن.
أبو عبد الله الطالقاني الصوفي.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»