تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ٣٦٥
أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، لقاه الله رضوانه، وأسكنه جنابه.
وكان إماما من الأئمة الثقات في الحديث والروايات والسنة والقراءات، وذكره يملأ الفم، ويذرف العين. قدم إصبهان مرارا، الأولى في أيام ابن مندة، وسمع منه. سمعت منه قطعة صالحة. وكان رجلا مهيبا، مديد القامة، وليا من أولياء الله، صاحب كرامات.
طوف الدنيا مفيدا ومستفيدا.
ثم ذكر الدقاق شيوخه وباقي ترجمته.
وقال الخلال: كان أبو الفضل الرازي في طريق، وكان معه قليل من الخبز، وشئ يسير من الفانيذ، فقصده جماعة من قطاع الطريق، وأرادوا أن يأخذوه، فدفعهم بعصاه فقيل له في ذلك، فقال: إنما منعتهم لأن الذي كانوا يأخذوه مني كان حلالا. وربما كنت لا أجد مثله حلالا.
ودخل كرمان في هيئة رثة، وعليه أخلاق وأسمال، فحمل إلى الملك وقالوا: هو جاسوس. فقال الملك: ما الخبر قال: تسألني عن خبر الأرض أو خبر السماء فإن كنت تسألني عن خبر السماء، ف كل يوم هو في شأن. وإن كنت تسألني عن خبر الأرض، ف كل من عليها فان.
فتعجب الملك من كلامه وأكرمه، وعرض عليه مالا، فلم يقبله.
4 (عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن مالك.))
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»