تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ٣٥
فقال قريش: لا.
ثم اتفقا على أن يسلم إليه رئيس الرؤساء ويترك الخليفة عنده، فسلمه إليه فلما مثل بين يديه قال: مرحبا بمهلك الدول ومخرب البلاد.
فقال: العفو عند المقدرة.
قال: قد قدرت أنت فما عفوت، وأنت صاحب طيلسان، وركبت الأفعال الشنيعة مع حرمي وأطفالي، فيكف أعفو أنا، وأنا صاحب سيف وأما الخليفة فحمله قريش إلى مخيمه، وعليه البردة وبيده السيف، وعلى رأسه اللواء، وأنزله في خيمة، وسلم زوجته بنت أخي السلطان طغرلبك إلى أبي عبد الله بن جردة ليقوم بخدمتها.
ونهبت دار الخلافة وحريمها أياما.
وسلم قريش الخليفة إلى ابن عمه مهارش بن مجلي، وهو دين ذو مروءة، فحمله في هودج وسار به إلى حديثة عانة، فنزل بها.
وسار حاشية الخليفة على حامية إلى السلطان طغرلبك مستنفرين له.
ولما وصل الخليفة إلى الأنبار شكى البرد، فبعث يطلب من متوليها ما يلبس، فأرسل إليه جبة ولحافا.
(٣٥)
مفاتيح البحث: الزوجة (1)، اللبس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»