تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ٢٢٦
وقتل وهذا الإمام صبي ابن تسع سنين، فأقعد مجالس الوعظ مقام أبيه، وحضر أئمة الوقت مجالسه. وأخذ الإمام أبو الطيب الصعلوكي في تربيته وتهيئة شأنه. وكان يحضر مجالسه، والأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني، والأستاذ أبو بكر بن فورك، ويتعجبون من كمال ذكائه وحسن إيراده، حتى صار إلى ما صار إليه. وكان مشتغلا بكثرة العبادات والطاعات، حتى كان يضرب به المثل.
وقال الحسين بن محمد الكتبي في تاريخه: توفي أبو عثمان في المحرم، وكان مولده سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وأول مجلس عقده للوعظ بعد قتل والده في سنة اثنتين وثمنين.
وفي معجم السفر للسلفي: سمعت الحسن بن أبي الحر بن مصادة بثغر سلماس يقول: قدم أبو عثمان الصابوني بعد حجة، ومعه أخوه أبو يعلي في أتباع ودواب، فنزل على جدي أحمد بن يوسف بن عمر الهلالي، فقام بجميع مؤنه. وكان يعقد المجلس كل يوم، وافتتن الناس به. وكان أخوه فيه دعابة. وسمعت أبا عثمان وقت أو ودع الناس يقول: يا أهل سلماس، لي عندكم شهر أعظ وأنا في تفسير آية وما يتعلق بها، ولو بقيت عندكم تمام سنة، لما تعرضت لغيرها والحمد لله.
قتل: هكذا كان والله شيخنا ابن تيمية، بقي أزيد من سنة يفسر في سورة نوح، وكان بحرا لا تكدره الدلاء رحمه الله.
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»