تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٩ - الصفحة ١٤٥
عارفا بالفقه، له حظ من علم العربية، كثير الحديث. صنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم. وجمع حديث الثورين وشعبة، وعبيد الله بن عمر، وعبد الملك بن عمير، وبيان بن بشر، ومطر الوراق، وغيرهم. ولم يقطع التصنيف حتى مات.
وكان حريصا على العلم، منصرف الهمة إليه. سمعته يقول لرجل من الفقهاء الصلحاء: ادع أن ينزع شهوة الحديث من قلبي، فإن حبه قد غلب علي، فليس لي اهتمام في الليل والنهار إلا به. أو نحو هذا.
وكنت كثيرا أذاكره الأحاديث، فيكتبها عني، ويضمنها جموعه.
وسمعت الأزهري يقول: البرقاني إمام إذا مات ذهب هذا الشأن.
وسمعت محمد بن يحيى الكرماني الفقيه يقول: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادة من البرقاني.) وسألت الأزهري: هل رأيت شيخا أتقن من البرقاني قال: لا.
وسمعت أبا محمد الخلال ذكر البرقاني فقال: كان نسيج وحده.
وقال الخطيب: وأنا ما رأيت شيخا أثبت منه.
وقال أبو الوليد الباجي: أبو بكر البرقاني ثقة حافظ.
قلت: وذكره أبو إسحاق في طبقات الشافعية فقال: ولد سنة ست
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»