تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٨ - الصفحة ٥٧
أبو جعفر الأزدي الداودي المالكي الفقيه. كان بأطرابلس المغرب، فأملي بها كتابه في شرح الموطأ، ثم نزل تلمسان. وكان ذا حظ من الفصاحة والجدل. وله: الإيضاح في الرد على البكرية. حمل عنه: أبو عبد الملك البرقي، وأبو بكر بن الشيخ. ومات بتلمسان. إبراهيم بن محمد بن حسين بن شنظير. أبو إسحاق الأموي الطليطلي الحافظ، صاحب أبي جعفر بن ميمون الطليطلي، ويقال لهما: الصاحبان، لأنهما كانا في الطلب كفرسي رهان.
سمعا بطليطلة على من أدركاه، ورحلا إلى قرطبة فأخذا عن علمائها، وسمعا بسائر بلاد الأندلس. ورحلا إلى المشرق فسمعا. وكانا يفترقان. وكان السماع عليهما معا. ولد ابن شنظير في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة. وكان زاهدا فاضلا ناسكا صواما قواما ورعا، كثير التلاوة. غلب عليه علم الحديث ومعرفة طرقه. وكان سنيا نافرا للمبتدعة، هاجرا لهم. وما رئي أزهد منه في الدنيا، ولا أوقر مجلسا منه. رحل الناس إليه وإلى صاحبه من النواحي، فلما توفي صاحبه أحمد بن علي بن ميمون، وهو في المجلس. توفي ليلة النحر سنة اثنتين وأربعمائة.) إسماعيل بن الحسين بن علي بن هارون.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»