تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ١٠٥
* ما رأى الناس ثاني المتنبي * أي ثان يرى لبكر الزمان * * كان في نفسه الكبير في جي * ش وفي كبرياء ذي سلطان * * كان في شعره نبيا ولكن * ظهرت معجزاته في المعاني * وقيل إنه قال شيئا في عضد الدولة، فدس عليه من قتله، لأنه لما وفد عليه وصله بثلاثة آلاف دينار وثلاثة أخراس مسرجه حملاة ونياب مفتخرة ثم دس عليه من سأله: أين هذا العطاء من عطاء سيف الدولة فقال: هذا أجزل إلا أنه عطاء متكلف، وسيف الدولة كان يعطي طبعا،) فغضب عضد الدولة، فلما انصرف جهز عليه قوما من بني ضبة، فقتلوه بعد أن قاتل قتالا شديدا، ثم انهزم، فقال له غلامه: أين قولك:
* الخيل والليل والبيداء تعرفني * والحرب والضرب والقرطاس والقلم * فقال: قتلتني قاتلك الله، ثم قاتل حتى قتل.
وقال ضياء الدين نصر الله بن الأثير: سافرت إلى مصر ورأيت الناس يشتغلون بشعر المتنبي، فسألت القاضي الفاضل فقال: إن أبا الطيب ينطق عن خواطر الناس.
وقال صاحب اليتيمة: استنشد سيف الدولة أبا الطيب قصيدته الميمية وكانت تعجبه، فلما قال له:
* وقفت وما في الموت شك لواقف * كأنك في جفن الردى وهو نائم * * تمر بك الأبطال كلمى هزيمة * ووجهك وضاح وثغرك باسم * فقال: قد انتقدنا عليك من البيتين كما انتقد على أمريء القيس قوله:
(١٠٥)
مفاتيح البحث: القتل (4)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»