تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ٥٤٠
قال السلمي: كان أوحد المشايخ في طريقه، ولم ير مثله في علو الحال وصون الوقت، امتحن بسبب زور نسب إليه حتى ضرب وشهر على جمل، وطافوا به، فحمله على مفارقة الحرم والخروج منه إلى نيسابور.
وقال الخطيب: كان من كبار المشايخ: له أحوال مذكورة وكرامات مشهورة.
قال غالب بن علي: دخلت عليه يوم موته، فقلت له: كيف تجد نفسك قال: أجد مولى كريما، إلا أن القدوم عليه شديد.
قال السلمي: سمعته يقول: تدبرك في الخلق تدبر عبرة، وتدبرك في نفسك تدبر موعظة،) وتدبرك في القرآن تدبر حقيقة وكاشفة. قال الله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن، جرأك به على تلاوة خطا به، ولولا ذاك لكلت الألسن عن تلاوته.
وقال: من أعطى نفسه الأماني قطعها بالتسويف والتواني.
وله كلام جليل من هذا النوع.
وتوفي في هذه السنة.
وقال السلمي: سمعته يقول: علوم الدقائق علوم الشياطين. وأسلم الطرق من الاغترار لزوم الشريعة.
العباس بن أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو الطيب العباسي، المعروف بالشافعي.
(٥٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 ... » »»