تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ٥٢٤
وهذا شيء لم يتهيأ لأحد قبله، فدخل بغداد، وقد استولى عليها الخراب وعلى سوادها بانفجار بثوقها، وقطع المفسدين طرقاتها، فبعث العسكر إلى بني شيبان، وكانوا يقطعون الطريق، فأوقعوا بهم وأسروا من بن شيبان ثمانمائة، وسد البثوق، وغرس المزاهر وهو دار أبي علي بن مقلة، وكانت قد صارت تلا، فيقال: إنه غرم على نقل التراب أكثر من ألف ألف درهم، وغرس التاجي عند قطربل وحوط على ألف وسبعمائة جريب، وعمر الطرق والقناطر والجسور.
وكان متيقظا شهما، له عيون كثيرة تأتيه بأخبار البلاد القاصية، حتى صارت أخبار الأقاليم عنده. وكان شديد العناية بذلك، كثير البحث عن المشكلات، وافر العقل.
كان من أفراد الملوك لولا ظلمه، وكان سفاكا للدماء، حتى أن جارية شغل قلبه بميله إليها، فأمر بتغريقها، وأخذ غلام من رجل بطيخا غصبا، فوسطه.
وكان يحب العلم والعلماء ويصلهم. ووجد له في تذكرة: إذا فرغنا من حل إقليدس تصدقت بعشرين ألف درهم، وإن ولد لي ابن تصدقت بعشرة آلاف، فإن كان من فلانة تصدقت بخمسين ألف درهم.
وكان قد طلب حساب دجلة في السنة، فإذا هو ثلاثمائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم، فقال: أبلغ به إلى ثلاثمائة وستين ألف ألف، ليكون دخلنا كل يوم ألف ألف درهم.
قال ابن الجوزي: كان يرتفع له في العام اثنان وثلاثون ألف ألف
(٥٢٤)
مفاتيح البحث: مدينة بغداد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 ... » »»