تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ٣٣٨
قال الحاكم: هو سفينة عصره في كثرة الكتابة، ورحل إلى العراق سنة إحدى وعشرين، وأكثر المقام بمصر، وكتب عن أصحاب المزني، وأخذ بدمشق عن أصحاب هشام بن عمار، وما صنف في الإسلام أكبر من مسنده، فصنف المسند الكبير مهذبا معللا في ألف وثلاثمائة جزء.
جمع حديث الزهري جمعا لم يسبقه إليه أحد، وكان يحفظه مثل الماء، وصنف الأبواب والشيوخ والمغازي والقبائل، وصنف على البخاري كتابا، وأدركته المنية قبل إنجاحه إلى إسناده، ودفن علم كبير بدفنه، وسمعته يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: صنفت هذا المسند، يعني صحيحه من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.
قال الحاكم: في موضع آخر: صنف حديث الزهري. مقرأه على محمد بن يحيى الذهلي، وعلى التخمين، يكون مسنده بخطوط الوارقين في أكثر من ثلاثة آلاف جزء، إلى أن قال: توفي في رجب وله ثمان وستون سنة.
الحكم بن عبد الرحمن بن محمد المستنصر بالله الأموي صاحب الأندلس. توفي في المحرم يوم عاشوراء سنة خمس وستين بالفالج منصرفا من بلاد إفرنجة.
وقيل: توفي سنة ست، كما سيأتي.
سعيد بن محمد بن عثمان سمع ابن أبي شيبة، والفريابي.
وعنه: ابن أبي الفوارس، والبرقاني، وأبن نعيم، ووثقاه.
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»