تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٥ - الصفحة ٣٦٥
ثم دخل) بغداد فسمع: محمد بن إسحاق الصغاني، وعباس بن محمد الدوري، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، ويحيى بن جعفر، وحنبل بن إسحاق، وأكثر عنهما. خرج علينا في ربيع الأول سنة أربع وأربعين، فلما نظر إلى كثرة الناس والغرباء وقد امتلأت السكة بهم، وقد قاموا يطرقون له ويحملونه على عواتقهم من داره إلى مسجده. فجاس على جدار المسجد وبكى، ثم نظر إلى المستملي فقال: اكتب. سمعت الصغاني يقول: سمعت الأشج يقول: سمعت عبد الله بن إدريس يقول: أتيت باب الأعمش بعد موته فدققت الباب، فأجابتني امرأة: هاي هاي، تبكي يعني، وقالت: يا بعد الله ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب ثم بكى الكثير، ثم قال: كأني بهذه السكة ولا يدخلها أحد منكم فإني لا أسمع، وقد ضعف البصر، وحان وقت الرحيل، وانقضى الأجل. فما كان بعد شهر أو أقل حتى كف بصره وانقطعت الرحلة، ورجع أمره إلى أنه كان يناول قلما فإذا أخذه بيده علم أنهم يطلبون الرواية فيقول: ثنا الربيع بن سليمان، ويسرد أحاديث يحفظها وهي أربعة عشر حديثا وسبع حكايات.
وصار بأسوأ حال. وتوفي في ربيع الآخر سنة ست وأربعين. وقد ثنا عنه: أبو عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم، وأبو بكر بن إسحاق، ويحيى العنبري، وعبد الله بن سعد وأبو الوليد حسان بن محمد، وأبو علي الحافظ.
وحدث عنه جماعة لم أدركهم: أبو عمرو الحيري، ومؤمل بن الحسن، وأبو علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي. قلت: وروى عنه: الحاكم فأكثر عنه، وأبو عبد الله بن مندة، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو بكر الحيري، وأبو سعيد الصيرفي، وأبو صادق محمد بن أحمد بن أبي الفوارس العطار، ومحمد بن إبراهيم المزكي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبو بكر محمد بن محمد بن رجاء، وعبد الرحمن بن محمد بن
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»