تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٥ - الصفحة ٣١٢
وسألت: متى تتفرغ للتصنيف مع هذه الفتاوى فقال: قد جزأت الليل ثلاثة أجزاء. جزءا للتصنيف، وجزءا لقراءة القرآن، وجزءا للنوم. وكان إماما عابدا بارع الأدب، ما رأيت في مشايخي أحسن صلاة) منه. كان يصوم النهار ويقوم الليل، ويتصدق بما فضل من قوته. ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. سمعت أحمد بن منصور الحافظ يقول: أبو النضر يفتي من نحو سبعين سنة، ما أخذ عليه في الفتوى قط. وقال الحاكم: دخلت طوس وأبو أحمد الحافظ على قضائها، فقال لي: ما رأيت قط في بلد من بلاد الإسلام مثل أبي النضر. توفي أبو النضر في شعبان. محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني الحافظ: أبو عبد الله بن الأخرم النيسابوري، ويعرف أبوه بابن الكرماني. قال الحاكم: كان أبو عبد الله صدر أهل الحديث ببلدنا بعد أبي حامد بن الشرقي.
كان يحفظ ويفهم صنف على صحيحي البخاري ومسلم، وصنفالمسند الكبير. وسأله أبو العباس السراج أن يخرج له على صحيح مسلم، ففعل. قال الحاكم: سمعت الحافظ أبا عبد الله بن الأخرم غير مرة يقول: ذهب
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»