تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٥ - الصفحة ٣٠٦
فقلت: اثنين حذاء واحد. قال: فإيما أفضل أبو بكر أو علي. قلت: إن كان عندك فعلي، وإن كان برا فأبو بكر. فضحك وقال: هذا يشبه ما بلغني عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنه سأله رجل: أيما أفضل أبو بكر أم علي. فقال: عد إلي بعد ثلاث. فجاءه، فقال: تقدمني إلى مؤخر الجامع.) فتقدمه، فنهض ابن عبد الحكم واستعفاه، فأبى، فقال: أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي، وبالله لئن أخبرت بهذا عني لأقولن للأمير أحمد بن طولون فيضربك بالسياط.
قال: ثم بعد ستة أشهر ورد العهد بالقضاء من ابن أبي الشوارب لابن أبي زرعة، فركب بالسواد إلى الجامع، وقريء عهده على المنبر، وله يومئذ أربعون سنة. وكان عارفا بالأحكام منفذا، ثم جمع له قضاء دمشق، وحمص، والرملة، وغير ذلك. وكان حاجبه بسيف ومنطقة.
ولم يزل ابن الحداد يخلقه إلى آخر أيامه. وكان الحسين بن أبي زرعة يتأدب معه ويعظمه، ولا يخالفه في شيء. ثم عزل من بغداد ابن أبي الشوارب بأبي نصر يوسف بن عمر القاضي فبعث العهد إلى ابن أبي زرعة باستمراره. محمد بن أحمد بن سعيد: أو جعفر الرازي المكتب.
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»