تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٥ - الصفحة ٢٦٦
حكى عنه ابنه أنه حفظ ستمائة بيت شعر، وهي قصيدة لدعبل، وفي يوم وليلة أنه حفظ لأبي تمام وللبحتري مائتي قصيدة، غير ما يحفظ لغيرهما. وله كتاب في العروض بديع. وولي القضاء بعدة بلدان. وكان المطيع قد عول على صرف أبي السائب عن قضاء القضاة وتقليده إياه، فأفسد عليه بعض أعدائه. ولما مات بالبصرة صلى عليه الوزير المهلبي وقضى ديونه، وهي خمسون ألف درهم. وكان موصوفا بالجود والإفضال. قال ولده أبو علي: كان أبي يحفظ للطالبيين سبعمائة قصيدة، وكان يحفظ من النحو واللغة شيئا عظيما.
وكان في الفقه والشروط والمحاضر بارعا، مع التقدم في الهيئة والهندسة والمنطق وعلم الكلام. قال: وكان مع ذلك يحفظ ويجيب في فوق من عشرين ألف حديث. ما رأيت أحد أحفظ منهم، ولولا أن حفظه تفرق في علوم عدة لكان أمرا هائلا. وقال أبو منصور الثعالبي: هو من) أعيان أهل العلم والأدب. كان المهلبي وغيره من الرؤساء يميلون إليه جدا، ويعدونه ريحانة الندماء وتاريخ الظرفاء. قال: وبلغني أنه كان له غلام يسمى نسيما في نهاية الملاحة، كان يؤثره على سائر غلمانه. وفيه يقول شاعر:
(٢٦٦)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»