تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٥ - الصفحة ٢٥٧
كذلك إلى آخر كتاب المبسوط وله) كتابالأسماء والصفات، وكتابالإيمان والقدر، وكتابفضل الخلفاء الأربعة، وكتابالرؤية، وكتابالأحكام، وكتابالإمامة وكان يخلف ابن خزيمة في الفتوى بضع وعشرة سنة في الجامع وغيره. وسمعته وهو يخاطب فقيها فقال: حدثونا عن سليمان بن حرب. فقال ذلك الفقيه: دعنا من حدثنا إلى متى حدثنا وأخبرنا. فقال الصبغي: يا هذا، لست أشم من كلامك رائحة الإيمان، ولا يحل لك أن تدخل داري. ثم هجره حتى مات. وسمعت محمد بن حمدون يقول: صحبت أبا بكر الصبغي سنين، فما رأيته قط ترك قيام الليل، لا في سفر ولا في حضر. قال الحاكم: وسمعت أبا بكر غير مرة إذا أنشد بيتا يفسره ويغيره، يقصد ذلك، وكان يضرب المثل بعقله ورأيه. سئل عن الرجل يدرك الركوع ولم يقرأ الفاتحة. فقال: يعيد الركعة. ثم صنف هذه المسألة: روي عن أبي هريرة وعن جماعة من التابعين قالوا: يعيد الركعة. ورأيته غير مرة إذا أذن المؤذن يدعو بين الأذان والإقامة ثم بكي، وربما كان يضرب برأسه الحائط، حتى خشيت يوما أن يدمي رأسه. وما رأيت في جميع مشايخنا أحسن صلاة منه. وكان لا يدع أحدا يغتاب في مجلسه. وثنا قال: ثنا يعقوب القزويني، فذكر حديثا. ثم قال الحاكم: كتبه عني الدارقطني، وقال: ما كتبته عن أحد قط. وسمعت أبا بكر الصبغي يقول: حملت إلى الري وأبو حاتم حي، وسألته عن مسألة في ميراث أبي. ثم انصرفنا إلى نيسابور.
وسمعت أبا بكر يقول: خرجنا من مجلس إبراهيم الحربي ومعنا رجل كثير المجون، فرأى أمردا فتقدم فقال: السلام عليك، وصافحه وقبل عينيه وخده، ثم قال: ثنا الدبري بصنعاء بإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»