ولما قدم ابن قتيبة على القضاء قام ابن بدر بأمره، وفرش له الدار التي يسكنها، فكتب قتيبة إلى محمد بن الحسن بن أبي الشوارب يشكره.
وكان قتيبة حاكما من قبل محمد ومحمد مقلد من جهة الخليفة الراضي بالله.
ثم إن ابن أبي الشوارب هذا كتب بالعهد عل قضاء مصر إلى محمد بن بدر، فجاء العهد وأمر مصر إلى وزيرها محمد بن علي المادرائي، ولأميرها أحمد بن كيغلغ. وأحمد من تحت أمر المادرائي ونهيه. فامتنع المادرائي من قبول الكتاب، فذهب إليه أبو عبد الله بن الطحاوي وقال: لو كان أبي حيا لجاءك في أمره. فأذن له، فتأخر عنه طائفة من كبار العدول، فعدل خلقا في عدتهم، واستقامت أحواله.
وكان مبالغا في إكرام الأيتام والنظر لهم. وكان لا يتأخر عن قضاء حقوق الشهود الذين تأخروا عنه. يعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم.
فلما استولى الإخشيد على مصر تلقاه محمد بن بدر، ثم عزل، ثم ولي، ثم عزل ثم ولي ثالثا.
وكان مليح الخط، عارفا بالقضاء، كثير السلام على الناس في الطرق.
مات سنة ثلاثين وله سنة. وقد مر من أخباره. محمد بن بشر بن موسى بن مروان.
أبو بكر القراطيسي الأنطاكي.
حدث بدمشق، وبغداد عن: الحسن بن عرفة، والحسن بن محمد الزعفراني، والربيع المرادي، وبحر بن نصر الخولاني، وعنه: الدارقطني، وأبو الفتح القواس، والكلابي.
مات بعد العشرين بيسير.