تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٤ - الصفحة ١٥٦
وكنت أصحبه بعد ذلك.
وقال ابن باكويه: سمعت ابن خفيف، فذكر حكاية وفيها: فحملني أبو الحسن إلى دار لهم تسمى دار الماوردي، فاجتمع به جماعة من مخالفيه، فقلت له: تسألهم مسألة فقال: السؤال بدعة لأني أظهرت بدعة أنقض بها كفرهم، وإنما هم يسألوني عن منكرهم فيلزمني رد بطلهم إلزاما. فسألوه، فتعجبت من حسن كلام أبي الحسن لما أجاب. ولم يكن في القوم من يواز يه في النظر.
قال ابن عساكر: قرأت بخط علي بن نقا المصري المحدث في الرسالة كتب بها أبو محمد بن أبي يزيد القيرواني المالكي جوابا لعلي بن أحمد بن إسماعيل البغدادي المعتزلي حين ذكر) الأشعري ونسبه إلى ما هو من بريء.
فقال ابن أبي يزيد في حق الأشعري: هو رجل مشهور إنه يرد على أهل البدع وعلى القدرية والجهمية. متمسك بالسنن.
قال الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني: كنت في جنب أبي الحسن الباهلي كقطرة في البحر.
وسمعت الباهلي يقول: كنت أنا في جنب الأشعري رحمه الله كقطرة في جنب البحر.
وعن ابن الباقلاني قال: أفضل أحوالي أن أفهم كلام أبي الحسن الأشعري.
وقال بندار خادم الأشعري: كانت غلة أبي الحسن من ضيعة وقفها جدهم بلال بن أبي بردة على عقبه، فكانت نفقته في السنة سبعة عشر درهما.
وقال أبو بكر بن الصيرفي: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الأشعري فجحرهم في أقماع السمسم.
وذكر الحافظ أبو محمد بن حزم أن لبي الحسن خمسة وخمسين تصنيفا، وأنه توفي سنة أربع وعشرين.
وكذا قال أبو بكر بن فورك، والقراب.
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»