تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ٥١٤
وقال: دخلت الكوفة ومعي درهم واحد، فاشتريت به ثلاثين مد باقلاء، فكنت آكل منه مدا، وأكتب عن الأشج ألف حديث، فكتبت عنه في الشهر ثلاثين ألف حديث، ما بين مقطوع ومرسل.
وقال أبو بكر بن شاذان: قدم ابن أبي داود سجستان، فسألوه أن يحدثهم فقال: ما معي أصل.
فقالوا: ابن أبي داود وأصول قال: فأثاروني، فأمليت عليهم ثلاثين ألف حديث من حفظي.
فلما قدمت بغداد قال البغداديون: مضى ابن أبي داود إلى سجستان ولعب بالناس. ثم فيجوا فيجا اكثروه بستة دينانير إلى سجستان ليكتب لهم النسخة. فكتبت لهم وجئ بها، وعرضت على الحفاظ، فخطؤني في ستة أحاديث منها، حدثت بها كما حدثت، وثلاثة أخطأ فيها.
رواها الخطيب عن أبي القاسم الأزهري، عن ابن شاذان.
ورواها غير الأزهري، عن ابن شاذان، فذكر أن ذلك الإملاء كان بإصبهان.
وكذا روى أبو علي النيسابوري، عن ابن أبي داود، وهو المعروف، فكأن الأزهري غلط وقال: سجستان، عوض إصبهان.
وقال الخطيب: سمعت أبا محمد الخلال يقول: كان أبو بكر بن أبي داود أحفظ من أبيه.
وقال أبو القاسم بن النحاس: سمعت ابن أبي داود يقول: رأيت أبا هريرة في النوم، وأنا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة، كث اللحية، ربعة أسمر، عليه ثياب غلاظ. فقلت: إني لأحبك يا أبا هريرة.
فقال: أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا.
فقلت: كم من رجل أسند عن أبي صالح، عنك قال: مائة رجل.
(٥١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 ... » »»