تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٣٧٤
إلا لقساوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب، وما كثرت الذنوب إلا من كثرة العيوب.
قلت: وما كثرت العيوب إلا من الاغترار بعلام الغيوب.) وعن: يحيى بن معاذ قال: إلهي ما أكرمك إن كانت الطاعات فأنت اليوم تبذلها وغدا تقبلها، وإن كانت الذنوب فأنت اليوم تسترها، وغدا تغفرها.
وعنه قال: لا تطلب العلم رياء ولا تتركه حياء.
وعنه قال: لو لم يكن العفو من مراده لم يبتل بالذنب أكرم عباده.
وعنه قال: الناس يعبدون الله على أربع: عامل على العبادة، وراهب على الرهبة، ومشتاق على الشوق، ومحب على المحبة.
وقال الحسن بن علوية: سمعت يحيى بن معاذ، وقيل له: فلان لو وعظته فقال: قفل قلبه قد ضاع مفتاحه، ولا حيلة لنا فيه.
وعن يحيى قال: عجبت لمن يصحب الخلق والخالق يستصحبه، وعجبت لمن يمنع والله يستقرضه.
وقال الحسن بن علوية: سمعت يحيى بن معاذ يقول: من لم يكن ظاهره من العوام فضة، ومع المريدين ذهبا، ومع العارفين المقربين درا وياقوتا فليس من حكماء الله.
وسمعته يقول: أحسن شيء كلام صحيح من لسان فصيح في وجه صحيح.
وعنه قال: الحسن حسن، وأحسن منه معناه، وأحسن من معناه استعماله، وأحسن من استعماله ثوابه، وأحسن من ثوابه رضى من عمل له.
وعن عبد الواحد بن محمد قال: جاء يحيى بن معاذ إلى شيراز وله شيبة حسنة، وقد لبس ثياب سود، فكان أحسن شيء، فصعد المنبر، واجتمع الخلق. فأول ما بدأ به أن قال:
* مواعظ الواعظ لن تقبلا * حتى يعيها قلبه أولا *
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»