تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ٣١٤
وقال أبو العباس السراج: شهدت أبا عبد الله البخاري، ودفع إليه كتاب من محمد بن كرام يسأله عن أحاديث منها: الزهري، عن سالم، عن أبيه، رفعه: الإيمان لا يزيد ولا ينقص.
فكتب على ظهر كتابه: من حدث بها استوجب الضرب الشديد و الحبس الطويل.
قال الحاكم: وحدثني الثقة قال: أنا عبد الرحمن بن محمد قال: قال أحمد بن محمد الدهان: خرج عبد الله كرام الزاهد من نيسابور في سنة إحدى وخمسين ومائتين، ومات بالشام في صفر سنة خمس وخمسين.
ومكث في سجن نيسابور ثمان سنين.
قالوا: وتوفي ببيت المقدس من الليل. فحمل بالغد، ولم يعلم بموته إلا خاصته، ودفن في مقابر الأنبياء بقرب زكريا ويحيى عليهما السلام. قال: وتوفي وأصحابه ببيت المقدس نحو عشرين ألفا.
قال الحسن بن علي الطوسي كردوس: سمعت محمد بن أسلم الطوسي يقول: لم يعرج إلى السماء كلمة أعظم وأخبث من ثلاث: قول فرعون: أنا ربكم الأعلى. وقول بشر المريسي: القرآن مخلوق. وقول محمد بن كرام: المعرفة ليست من الإيمان.
قال الحسن بن إبراهيم الجوزقاني الهمذاني في كتاب الموضوعات له: كان ابن كرام يتعبد) ويتقشف، وأكثر ظهور أصحابه بنيسابور وأعمالها، وبيت المقدس. ومنهم طائفة قد عكفوا على قبره، مال إليهم كثير من العامة لاجتهادهم وظلف عيشهم. وكان يقول: الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وهو قول باللسان مجرد عن عقد القلب، وعمل الأركان. فمن أقر بلسانه كلمة التوحيد فهو مؤمن حقا، وإن اعتقد الكفر بقلبه، والتثليث، وأتى كل فاحشة وكبيرة، إلا أنه مقر بلسانه، فهو موحد ولي الله من أهل الجنة لا تضره سيئة. فلزمهم من هذا القول أن المنافقين مؤمنون حقا.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»