تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ١٥١
قلت: وعزتك لا مددتها.) وقال أبو بكر الحربي: سمعت السري يقول: حمدت الله مرة، فأنا أستغفر الله من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة.
قيل: وكيف ذاك قال: كان لي دكان فيه متاع، فاحترق السوق، فلقيني رجل فقال: ابشر، دكانك سلمت. فقلت: الحمد لله. ثم إني فكرت فرأيتها خطيئة.
وقيل: إن السري رأى جارية سقط من يدها إناء فانكسر، فأخذ من دكانه إناء، فأعاها عوض المكسور. فرآه معروف فقال: بغض الله إليك الدنيا.
قال سري: هذا الذي أنا فيه من بركات معروف.
قال الجنيد: سمعت سريا يقول: أشتهي منذ ثلاثين سنة جزرة أغمسها في دبس وآكلها، فما تصح لي.
وسمعت السري يقول: أحب أن آكل أكلة ليس لله علي فيها تبعة، ولا لمخلوق فيها منة، فما أجد إلى ذلك سبيلا.
ودخلت عليه وهو يجود بنفسه، فقلت: أوصني.
قال: لا تصحب الأشرار، ولا تشغلن عن الله بمجالسة الأخيار.
وقال الفرجاني: سمعت الجنيد يقول: ما رأيت أعبد الله من السري، أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رئي مضطجعا إلا في علة الموت.
وقال الجنيد: سمعت السري يقول: إني لأنظر إلى أنفي كل يوم مرارا مخافة أن يكون وجهي قد اسود.
وسمعته يقول: ما أحب أن أموت حيث أعرف. أخاف أن لا تقبلني الأرض فأفتضح.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»