تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٩ - الصفحة ١١٦
وقال ابن حبان: كان أحمد بن حنبل وأبو ثور يحضران عند الشافعي، وكان الحسن الزعفراني هو الذي يتولى القراءة.
وقال زكريا الساجي: سمعت الزعفراني يقول: قدم علينا الشافعي واجتمعنا إليه فقال: التمسوا من يقرأ لكم. فلم يجترأ أحد يقرأ عليه غيري. وكنت أحدث القوم سنا، ما كان في وجهي شعرة وإني لأتعجب اليوم من انطلاق لساني بين يدي الشافعي، وأتعجب من جسارتي يومئذ.
فقرأت عليه الكتب كلها إلا كتابين، فإنه قرأهما علينا: كتاب المناسك، وكتاب الصلاة.
وقال أحمد بن محمد بن الجراح: سمعت الحسن الزعفراني يقول: لما قرأت كتاب الرسالة على الشافعي قال لي: من أي العرب أنت قلت: ما أنا بعربي، وما أنا إلا من قرية يقال لها الزعفرانية.
قال: فأنت سيد هذه القرية.
وكان الزعفراني فصيحا بليغا.
قال علي بن محمد بن عمر الفقيه بالري: ثنا أبو عمر الزاهد: سمعت أبا القاسم بن بشار الأنماطي: سمعت المزني: سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد نبطيا يتنحى علي كأنه عربي وأنا نبطي.
فقبل له: من هو قال: الزعفراني.
مات الزعفراني في سلخ شعبان سنة ستين، وكان من كبار الفقهاء والمحدثين ببغداد.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»