تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ١٢
المعتصم فيلا، وألبسه قباء من ديباج، وقلنسوة سمور مثل الشربوش، وخضبوا الفيل بالحناء، وطافوا به.
4 (قطع أطراف بابك وقتله)) ثم أمر المعتصم بأربعته فقطعت، ثم قطع رأسه وطيف به بسامراء. وبعث بأخيه إلى بغداد، ففعل به نحو ذلك، واسمه عبد الله. ويقال إنه كان أشجع من بابك. فيقال إنه قال لأخيه بابك قدام الخليفة: يا بابك قد عملت ما لم يعمله أحد، فاصبر صبرا لم يصبره أحد.
فقال: سوف ترى صبري.
فلما قطعت يده مسح بالدم وجهه، فقالوا: لم فعلت هذا قال: قولوا للخليفة إنك أمرت بقطع أربعتي وفي نفسك أنك لا تكويهما وتدع دمي ينزف، فخشيت إذا خرج الدم أن يصفر وجهي، فترون أن ذلك من جزع الموت. غفطيت وجهي بالدم لهذا.
فقال المعتصم: لولا أن أفعاله لا توجب الصنيعة والعفو لكان حقيقا بالإستبقاء.
ثم ضربت عنقه، وأحرقت جثته، وفعل ذلك بأخيه، فما منهما من صاح.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»