تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٣٧٩
وقال أبو حاتم أيضا: اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله. فمن سمع منه قبل عشرين ومائتين فسماعه جيد. وأبو زرعة لقيه سنة اثنتين وعشرين.) وقال البخاري: تغير في آخر عمره.
قالوا: مات في صفر سنة أربع وعشرين ومائتين.
وقال أبو داود السجستاني: بلغنا أن عارما أنكر سنة ثلاث عشرة ومائتين، ثم راجعه عقله، ثم استحكم به الاختلاط سنة ست عشرة.
قلت: فمما أنكروه عليه روايته عن حماد، عن حميد، عن أنس حديث: اتقوا النار ولو بشق تمرة. وقد كان قبل ذلك رواه عن حماد، عن حميد، عن الحسن مرسلا، كما رواه عفان، وغيره.
قال الحسن بن علي الخلال: سمعت سليمان بن حرب يقول: إذا ذكرت أبا النعمان فاذكر: أيوب، وابن عون.
وقال أبو جعفر العقيلي: قال لنا جدي: ما رأيت بالبصرة شيخا أحسن صلاة من عارم. وكانوا يقولونك أخذ الصلاة عن حماد بن زيد، عن أيوب. وكان عارم من أخشع من رأيت، رحمه الله.
قال الدارقطني: ثقة تغير بآخره، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر.
قلت: فهذا قول الدارقطني الذي لم يأت بعد النسائي مثله، فأين هو من قول ابن حبان الخساف في عارم: اختلط في آخر عمره، وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به. فوقع المناكير الكثيرة في حديثه، فيجب التنكب عن حديثه
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»