تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ١١٢
حمام فيه بسم الله الرحمن الرحيم، فعظم ذلك عليه، ورفع طرفه إلى السماء وقال: سيدي، اسمك هنا ملقى. فرفعه، وقلع عنه السحاة التي هو فيها، وأعطى عطارا درهما، فاشترى به غالية، لم يكن معه سواه، ولطخ بها تلك السحاة، وأدخله شق حائط. وانصرف إلى زجاج كان يجالسه. فقال له الزجاج: والله يا أخي، لقد رأيت لك في هذه الليلة رؤيا ما أقولها حنى تحدثني ما فعلت بينك وبين الله.
فذكر له شأن الورقة. فقال: رأيت كأن قائلا يقول لي في المنام: قل ليبشر ترفع لنا إسما من الأرض إجلالا أن يداس، لنتوهن باسمك في الدنيا والآخرة.
وذكر أبو عبد الرحمن السلمي أن بشرا كان من أبناء الرؤساء والكتبة.
صحب الفضيل بن عياض. سألت الدارقطني عنه فقال: زاهد، جبل، ثقة، ليس يروي إلا حديثا صحيحا.
وعن بشر قال: لا أعلم أفضل من طلب الحديث، والعلم لمن اتقى الله وحسنت نيته فيه. وأما أنال فأستغفر الله من كل خطوة خطوت فيه.
وقال جعفر البرداني: سمعت بشر بن الحارث يقول: إن عوج بن عنق كان يأتي البحر، فيخوضه برجله، ويحتطب الساج، وكان أول من دل على الساج وجبله. وكان يأخذ من البحر) حوتا بيده، فيشويه في عين الشمس.
وقيل لقي بشرا رجل، فجعل يقبل بشرا ويقول: يا سيدي أبا نصر. فلما ذهب تغرغرت عينا بشر وقال: رجل أحب رجلا على خير توهمه، لعل المحب قد نجا، والمحبوب لا يدرى ما حاله.
(١١٢)
مفاتيح البحث: الفضيل بن عياض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»