تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٩٥
فطعن على المبتدعة، ولعن القدرية. فقال المأمون: أنت صاحب شعر ولغة، وللكلام قوم.
قال: نعم، ولكن أسأل ثمامة عن مسألة، فقل له يجبني. ثم أخرج يده فحركها وقال: يا ثمامة من حرك يدي قال: من أمه زانية.
فقال: شتمني والله.
قال ثمامة ناقض والله.
قال أبو روق الهزاني: نا الفضل بن يعقوب قال: اجتمع ثمامة ومعه يحيى بن أكثم عند المأمون، فقال المأمون ليحيى: ما العشق قال: سوانح تسنح للعاشق يؤثرها ويهيم بها.
قال ثمامة: أنت بالفقه أبصر منك بهذا، ونحن أحذق منك.
قال المأمون: فقل.
قال: إذا امتزجت جواهر النفوس بوصل المشاكلة نتجت لمح نور ساطع تستضيء به نواظر) العقل، ويهتز لإشراقه طبائع الحياة، يتصور من ذلك اللمح نور خاص بالنفس، متصل بجوهرها يسمى عشقا.
فقال المأمون: هذا وأبيك الجواب.
هارون بن عبد الله الحمال: أنا محمد بن أبي كبشة قال: كنت في سفينة، فسمعت هاتفا يقول: لا إله إلا الله، كذب المريسي على الله. ثم عاد الصوت: لا إله إلا الله، على ثمامة، والمريسي لعنة الله.
قال: ومعنا رجل من أصحاب المريسي في المركب فخر ميتا.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»