تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٢٩٩
فقال: أخرجه.
فأخرجته فأكل أكلا جيدا، وقال ألا أخبرك بأعجوبة. شهد فلان وفلان عند القاضي بأربعة آلاف دينار على رجل. فأمرني أن أسأل عنهما. فجائني صاحب الدنانير فقال لي: لك من هذا المال نصفه وتعدل شاهدي. فقلت: استجبت لك، وشهوده عندنا غير مستورين.
وقال حنبل: حضرت أبا عبد الله وابن معين عند عفان بعدما دعاه إسحاق بن إبراهيم، يعني نائب بغداد للمحنة، وكان أول من امتحن من الناس عفان، فسأله يحيى بن معين فقال: أخبرنا.
فقال: يا أبا زكريا لم أسود وجهك ولا وجوه أصحابك، أي لم أجب.
فقال له: فكيف كان.
قال: دعاني إسحاق، فلما دخلت عليه قرأ علي كتاب المأمون، فإذا فيه: امتحن عفان وادعه إلى أن يقول: القرآن كذا وكذا.
فإن قال ذلك فأقره على أمره، وإلا فاقطع عنه الذي يجري عليه، وكان المأمون يجري عليه خمسمائة درهم كل شهر.
قال: فقال لي إسحاق: ما تقول فقرأت عليه: قل هو الله أحد حتى ختمتها. فقلت: أمخلوق هذا.
قال: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول: إنك إن لم تجبه يقطع عنك ما يجري عليك.
فقلت له: يقول الله تعالى: وفي السماء رزقكم وما توعدون فسكت وانصرفت.
فسر بذلك يحيى بن معين، وأحمد، ومن حضر.
وقال إبراهيم بن ديزيل: لما دعي عفان للمحنة كنت آخذا بلجام حماره،
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»